مهرجان الانتحار
حاولت بالأمس
الرحيل
حاولت المضي في مهرجان
الانتحار
حاولت أن أكسر كل الشرفات البعيدة
على أمل بأن ألقاها
فحاولت وحاولت
حتى أغماني التعب
وفقدت الوعي
فرأيتها
تكلمني .........
تعاتبني ...........
قد قالت لي حزينة
عما تبحث؟!
في هذا الدرب المهجور
مأسورا تسرقك الأفكار
وترحل في أطياف النور
تضنيك العزلة
وتسير فوق رصيف العمر
بقلب مرتجف
مكسور ....
عما تبحث ؟!
يا مرتجى العمر
عن ثوب أزرق كنت قد أحببته
عن ليل غطى الكتفين
كنت قد عشقته
عن وجه قد تلون بألوان حبي إليك
كنت قد فارقته
عن فتاة لأجلك
كان يرق العشب لكعبيها
لا ترحل فأنا سأزورك
ستراني أمشي وحدي إليك
أقطف الأزهار من كل السياج
أزنر خصري بورود
كنت تقطفها لأجلي
لن يعرفني أحد غيرك
لن يبصر ظلي إلا أنت
سأجيء إليك صباحا
سأعبر كل الجسور
سأرفرف بروحي
فوق السماء
وسأحضنك يا سيد الأحزان
فأبواب الأسوار ستفتح لي
وسيضحك لي الميدان
سأسعى في الربوع هائمة
أستحضر أحلاما بيننا
كانت قد ضاعت
سأزور الربوة عند الفجر
سأزور كل مكان
كان قد جمعنا
قبل الهجر
وترقص لي دمشق مؤهلة
فإذا ما جئتك مساءا
سأكتب فوق الجدران
ستحمل الريح أخبارك إلي
فلا تبكي
ولا تحزن
فالبدر سيرسم لي وجهك
فأجيئك طيرا من حزن
فلا تبحث كثيرا
فالماضي
قيد يثقل خطاك
والحاضر كهف من خوف
فعما تبحث ؟!
عن روح قد لبست جسد الأحزان
وقد خنقها الجهل المسعور
فتلتزم أضرحة الأحباب
فهل ستراني
كما ستراني جميع المآذن
وتقرأ لي آيات مكرمة
هل ستراني كما ستراني
جميع الكنائس
وتردد لروحي تراتيل مقدسة
فأنا رفيقة روحك الحلوة
قد كنت غطاء لجسدك
إلى حد الهذيان
فلا تبصر أفق مسدود
فأني أرى على جنبات الروح
نبع
ولكنه لن يروي ظمأي
للقياك مجددا
فعما تبحث ؟!
في درب يكره أن يراك فيه
في حي لم يعرف وجهك
لا تغضب مني
لا تزجرني
فأنت من أخطأ الدرب
فابقى بعيدا
لا تقترب
فكم يخطئ
الدرب إنسان
فلو تعلم ما أظلم هذا الدرب
محكم الإغلاق
فلا ألمح في طياته
خيط ضياء
يرصدون الدروب
ويلتفون حولي
فتحاصرني وجوه الموت
كقطعان ذئاب
فأبقى مصلوبة
أرتجي العودة
فلم أعد ألمح في الأرض خطاك
فقد قادتني الدروب إلى حتفي
فلا تأتي ولا يغويك السراب
فلو تعلم
ما أقساها كهوف الحقد
لكن محبتك الطاهرة مازالت باقية
ففي صباح يوم ثقيل على النفس
جاءتني كلماتك
فأزاحت العيون أجفانها
بعد انحسار ظلام كحيل
صرخت بأعلى صوتي
بحثا عنك
أعيدوني
أعيدوني
فتمنيت أن تأتي إلي
لتحميني
كعادتك
تعال إلي
أرحني من هم روحي
فقد ضاق أفقي عني
فأشعلت شمعة
وطوفتها في المياه
ورددت ليت الحبيب يعود
فسمعت قاسيون يتمتم لي
مالي أراك غائبة حزينة
عود ...
عود......
فقرين روحك سيغادرنا
فهلا تعود وتمنعيه من الغياب
فلهذا عدت إليك
عدت وروحي تحمل هلالا من نور
تحمل إليك صليبا من ورود
لأقدمه إليك
فحزني وحزنك اليوم يبعث أمطارا
ستركن عند المساء
في مقلتيك
فلا تبكي
ستراني دوما عند الربوع
ستراني
كلما عانق الطير السماء
ستراني في فرح الأشجار
في لون الربيع فوق الأزهار
فلا تغادر مكانك
فسأرسل إليك كل يوم سلام
مع كل نجمة تلألأت فوق السحاب
لا تحزن فمعراج موتي يضيق
لا تستسلم للهذيان المقيت
واستسلم لنوم ثقيل
علك تراني
فأراك سعيد
لأكمل هانئة
طريق رحيلي الطويل