[center][center] [center][center]قصة حبنا انتهت وكأن شيئا لم يكن ..
قصة حبنا انتهت وكأن شيئا لم يكن ..
فلا زال دخان النرجيلة يملأ الشوارع ..
ولازالت طاولات النرد تملأ المقاهي ..
ولازالت الشمس تشرق كعادتها منذ الأزل ..
ظاهريا لم يتغير شيء ... ونحن على خير مانكون ..
لكن .. لنلقي نظرة على الداخل .. داخل قلبينا
ففي قلبي أنا لاشيء سوى حبك الذي ملأه من القاف إلى الياء ..
أما قلبك فلازال يرتدي ثوب اللامبالاة ..
آآآه .. كم أحببتك
آآآه .. كم أحبك
آه .. آه .. آه
أتعلم .. أتعلم ما أخفيه خلف آهاتي تلك ..
خلف آهاتي هناك ماضي جميل ..
هناك ذكريات عتيقة ..
هناك قصة حب أسطورية ..
هناك عهد لازال قائما بيننا ..
هناك حب و وفاء ولقاءات وابتسامات ..
هناك دموع وخيانة و وداع و ضحكات ..
هناك شتاء طويل بارد وصيف دافئ مختصر ..
هناك لحظات وساعات وأيام وشهور وسنين ضاعت ..
هناك نظرات وأحضان وقبل ..
هناك سفر ورحيل وأمل ..
أتذْكر ؟؟
ألا زلت تتذكر أم أنني وحدي التي لازالت تعيش على الذكريات ..
أتذْكر ..
حين كنا نتعاطى الحب تهريبا ودون ان يرانا او يشعر بنا أحد تماما كما لو أنه شيء محرم وممنوع ..
أتذْكر ..
حين كنتُ أحبكَ وكنتَ تحبني ..
حين كنتُ أضمكَ وكنتَ تضمني ..
حين كنتُ أقبلكَ وكنتَ تقبلني ..
كانت الأشجار تغادر جذورها وكانت الأسماك تغادر بحارها وكانت النجوم تغادر سماءها وكانت العطور تغادر قواريرها
وكانت أبيات الشعر تغادر كتبها وكانت الطيور تغادر أعشاشها وكانت الألحان تغادر نوتاتها
وكان صغار العاشقين مذهولين مبهورين من عظمة حبنا ويتمنى كل واحد منهم لو كان مثلنا ..
ورغم كل القيود ورغم كل الخوف ورغم كل الأحزان التي أعطت لحبنا طعما ونكهة مميزة ..
استطعنا معا بشجاعة ان نحرره ان نطلق سراحه ان نفك قيوده ..
أعترفنا بحبنا وأظهرناه علناً غير مهتمين أبداً بالعواقب .. والنتائج ..
فحبنا كان أصفى وأطهر وأنقى من ان يجرؤ أحدٌ على تلويث سمعته ..
ثم بدأنا عملنا سويةً ..
فتعاهدنا بأن نحيك عمرنا خيطا فخيطا ..
سنصممه كيف نشاء .. وبالمقاس الذي نشاء ..
وسنعدله ونغيره كما نشاء ..
لكن مزاجك المجعد أنهى كل شيء ..
وكلانا أصبحنا عاطلين لا عن العمل .. بل عن الحب ..
وعندها افترقنا ..
وكأن شيئاً لم يكن عندك فقط ..
فلازال فؤادي ينبض بالحياة وبحبك ..
أعترف ان عيني لم تدمع .. لم تبكي ..
هذا لأن الدمع في عيني كان أكبر من مساحة الأجفان ..
ولازالت روحي تسكن جسدك ..
ولازلت أقتفي آثارك أينما ذهبت ..
وأتقصى أخبارك وأسأل عنك كلما اختفيت ..
ولازلت أدعو لك بظهر الغيب بكل ماهو خير لك ..
لازال قلبي وعقلي يشتركان في صخب أقوى من قرع الطبول .. لكن لا أحد سواي يستطيع ان يسمعهما ..
ولازلت منذ افترقنا .. أنظر للسماء كل ليلة لعلي أعثر على قمري ..
لعلي أعثر عليك هناك ..
لازلت أتأمل صورتك اليتيمة التي أملكها .. كل ليلة
وأتشاجر معها .. أتشاجر معك ..
أخرج من صورتك .. كلمني .. واجهني ..
أشرح لي سبب رحيلك .. سبب خيانتك ..
برر لي موقفك .. أقنعني بإجابتك .. دافع عن نفسك ..
وما أن أهِم بتمزيق صورتك حتى أصحو من نوبة الجنون والغضب التي اعتدت عليها بعد رحيلك ..
وسرعان ما أضم صورتك إلى صدري ثم أطبع قبلة حريرية ساخنة على شفتيك وأعتذر إليك وأتركك لتنام تحت وسادتي ..
علني أحلم بك .. او على الأقل أشعر بقربك مني ..
فرغم كل ما فعلته يداك بي ..
فأنا لن أقبل ان أكرهك لهذا الحد أبداً ..
أخبارك ياعزيزي تصلني باستمرار وبشكل يومي تقريبا ..
فلازلت كما عهدتك تقرأ الجرائد كل صباح ..
وتتناول القهوة المعتدلة التي لا تتفق ابدا مع مزاجك ..
لازلت تحب سماع أغاني فيروز بعد منتصف الليل ..
لازال قلبك يستقبل المزيد من الضيوف .. ومن الضحايا ..
لازلت تنتقل من حب لآخر ..
لكن ..
حبك لي تغير كثيراً .. او لنقل انه لم يتغير فقط تراكم عليه الغبار فقد أهملته زمنا طويلاً .. طويلا جدا ..
أليس هناك من ينفض هذا الغبار عن قلبك وعينك كي تراني بوضوح ..
كي ترى حبي الذي لازال مشتعلا للآن ..
فحبنا أصبح مسطحا فارغا لم يعد يثير دهشة أحد على الإطلاق ..
بل أصبح يثير دموعهم .. إلا أنهم من صعوبة البكاء يضحكون ..
حاولوا كثيرا ان يساعدوني كي ارحل منك ..
ان أسترد روحي التي هجرتني لتسكنك ..
أن أعيدها ولو بالقوة لجسدي الذي أصبح بلا روح ..
فقد ملت وكلت وتعبت وهي تسكن جسد من لايهتم ولايبالي بأمرها ..
وهاأنا أرجوك .. باسم الحب الذي كان بيننا ..
ان تعيد لي روحي .. فأنا لا أريد لها أن تبقى معك بعد غدٍ ..
فغداً .. يتم فراقنا عامه الأول ..
مؤكد ستشعل ثلاثمائة وخمس وستين شمعة بعدد ضحاياك هذه السنة ..