ابتسم رغم الالم عضو نشيط
المهنة : المزاج : البلد : mms : رسالة sms : [updown] عدد المساهمات : 234 نقاط : 463 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 10/05/2012
| موضوع: كيف تقلع عن الذنوب؟؟؟ الأربعاء يوليو 11, 2012 12:28 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين وصلاة وسلاما على المبعوث رحمة للعالمين, سيد الأولين والآخرين وعلى آله وصحبه, أما بعد:فحديثنا اليوم بإذن الله وعونه سيكون حول هذا الموضوع الخطير, والذي يهم ويشغل بال كثير منا, وهو كيف أقلع عن الذنوب؟ كثير يراودهم هذا الأمل, أن يقلعوا عن الذنوب ويسيروا في طريق علام الغيوب, ولكن نفوسهم تقصر بهم, فلا يصلون إلى مرادهم. وهذا هو المنتظر من بني الإنسان الضعاف, فلم يحدث ولن يحدث أن يوجد تلك الجماعة من البشر التي تقلع عن الذنوب كلية, وإلا لما كانوا بشرا! فالنبي الكريم يقول في الحديث الذي رواه مسلم, عن أبي هريرة قال: "قال رسول الله صلى الله عليهوسلم والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبونفيستغفرون الله فيغفر لهم"ولا يعارض هذا ما ذكرناه في العنوان, فنحن لم نقل: كيف تمتنع عن كل الذنوب في كل الأحوال؟ وإنما قلنا كيف نقلع عن الذنوب, والإقلاع لا يكون إلا لمن تلبس بها, ويبحث عن تركها, فإذا تركها فلا يعني هذا أنه لن يعود إليها مرة أخرى, أو أنه لن يتلبس بغيرها. فإذا استطاع المسلم الإقلاع عن الذنب, ثم عاد إليه, فلقد وضع قدمه على أول الطريق, وسيقلع عنه مرة أخرى, وبهذا يكون عامة حياته ترك للذنوب واقتراف لها في لحظات معدودة, يستغفر الله عزوجل عنها, فيغفر الله تعالى له.إذا فيمكننا تحديد العنوان بأنه كيف تقلع عن الذنوب جزئيا, -لأن تركها كلية لا يكون إلا للمعصومين المبلغين, وهؤلاء قد ولى زمانهم, ونحن لسنا منهم- بحيث يكون هذا الجزء هو الأعم الأغلب والتلبس بها هو القليل النادر. وهنا نصل إلى لب الموضوع: كيف أقلع عن الذنوب؟أول خطوة للإقلاع عن الذنوب, هي الرغبة في الإقلاع عن الذنب, فمن لا يرغب في الإقلاع لن يقلع, مهما قدمت له من المبررات العقلية أو الدينية, وإنما سيكتفي بموافقتك بلسانه وهز رأسه وسيخالفك بفعله! ولا تكون الرغبة في ترك الذنب إلا لمن نظر في حاله, واستشعر سوءه, وآمن أن هناك حال وطريق أفضل, وهذا الطريق هو في الدين العظيم الكريم, فيحاول أن يحسن حاله, أما ذلك الراضي بحاله, على الرغم من عموم سوءه, القانع بالبعد عن كتاب الله, والظان أنه بعقله كاف لتسيير وهداية نفسه, فلن يقلع أبدا عن الذنوب, وسيتقلب فيها من ذنب إلى آخر!فإذا شعر الإنسان بسوء حاله, ورغب في التغيير, ينتقل إلى الخطوة الثانية وهي مجاهدة نفسه, فهذا الإنسان سيحاول أن يقلع عن الذنب, وسيقلع عن غالب أو جل ما كان يعمل, ولكن نفسه ستظل تراوده, وتزين له الرجوع إلى ما كان عليه, ففي السابق كان يجد لذة في فعله, وهو وإن أقلع الآن, إلا أنه لمّا يجد حلاوة الإيمان بعد, ولا تزال نفسه تتعلق بالمعصية ولذتها. لذا فعليه أن يقاوم نفسه الأمارة بالسوء, من خلال تذكيرها بعاقبة المعصية التي ستأتيها, وبالخير الكثير الذي سيضيع لو أتاها وترك الخير! وبالضنك الذي سيعيش فيه لو أعرض عن ذكر الله عزوجل, وبالراحة والسكينة التي سيجدها عند الالتزام بالطاعة!وعلى الرغم من ذلك, فإنا نجزم أن ذلك الإنسان سيعود إلى المعصية, على الأقل في أول الطريق, وهنا عليه ألا ييأس ويهجر طريق الإصلاح والإقلاع, وإنما عليه أن يعي جيدا أن هذا طريق طويل, يتعثر فيه الإنسان كثيرا, وكثيرا ما سيسقط, إلا أن هذا ليس مبررا لترك الطريق, فهذا هو الوضع الطبيعي للإنسان, فالمفترض في الإنسان أن يلتزم صراط الله المستقيم, وتعرض له بعض النزوات, فيقاوم بعضها ويسقط في أخرى, والواجب عليه في هذه الحالة أن يتوب إلى الله عزوجل, ويندم على معصيته, وكما روي عن الرسول الكريم: "كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون".وهذه المعصية ليست شرا خالصا, فرب معصية أدخلت صاحبها الجنة! ففي المعصية دافع إلى التمسك بالصراط, فالإنسان عندما يشعر أنه مقصر يدفعه ذلك إلى التمسك والالتزام والنشاط في السعي, أما إذا أحس أنه ملتزم, فقد يدخله الغرور بسبب ذلك, وقد يتكاسل, لأنه يرى أنه لا يأتي بمعصية, فقليل العمل يكفي! لذا فيمكن اعتبار المعصية الطارئة محطات توقف صغيرة للتزود, ليس بالذنوب بداهة, وإنما بشحنات إيمانية لمواصلة المسير.إذا فسيظل الإنسان يعثر ويقوم والفالح من قل عثره وسقطه! وكثر حسن فعله, واستطاع القضاء على عامة معاصيه! فكلنا نأتي أصنافا مختلفة من المعاصي, فمنا من يغتاب هناك من ينظر وهناك من يصاحب الفتيات, وهناك من يسب وهناك من يعق, وهناك وهناك ....... لذا فعلى الإنسان الراغب في الإقلاع عن الذنب أن يأتي نفسه من أضعف نقاطها, بمعنى أن تعلق نفس الإنسان بالمعاصي مختلفة, فتعلقها بمعصية ما شديدة وبأخرى متوسطة وبغيرهما خفيفة, فيبدأ بهذه المعصية ذات التعلق البسيط, ويجاهد نفسه ليتركها, وسيفلح بإذن الله تعالى, ومن ثم ينتقل إلى غيرها, ويكون ذلك دافعا له لأنه حاول وفلح. أما إذا بدأ بمحاولة الإقلاع عن كل الذنوب مرة واحدة, أو الإقلاع عن أكبر الذنوب تعلقا بالنفس, فسيجد في ذلك عنتا شديدا ومشقة, وكثيرا ما سيعود إليه, وسيتنزف هذا العناد كثير جهده, ولن يتخطاها إلى غيرها, ويظل طيلة عمره محاولا ترك معصية واحدة, فلا هو تركها ولا ترك غيرها, ولربما يقوده ذلك إلى اليأس من إصلاح نفسه في أول الطريق, فيتركه بما فيه!لذا فليكن أول البدء هو بترك المعاصي التي لا تتعلق بها نفوسنا كثيرا, ومن ثم الانتقال إلى غيرها, بالتدريج حتى يستطيع الإنسان أن يتركها جميعا!ولكن ليس كل البشر يستطيعون مقاومة أنفسهم, فقد لا يفلح عامتهم في ترك شهوات معينة, فهل هذا مبرر لهجر الطريق؟__________________ ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين | |
|
فراشه نبضهاالزهور نائب المدير
البلد :
mms : رسالة sms : [updown] عدد المساهمات : 764 نقاط : 1007 السٌّمعَة : 3 تاريخ التسجيل : 03/04/2011
| موضوع: رد: كيف تقلع عن الذنوب؟؟؟ الخميس يوليو 12, 2012 9:31 am | |
| | |
|